إزداد إهتمام العامة مؤخرا بالعمل التطوعي وزاد الوعي، وأصبح العمل لا ينتظر مكافأة في نهاية الأمر، بل هناك أعمال خيرية يقف عليها الكثيرون ممن يسهرون الليالي، ويقفون الساعات الطوال بغية الأجر والثواب من الله، وتحقيقا للسعادة الذاتية التي تنبع عند رؤية نفع هذه الأعمال. هنا نذكر قصص واقعية يذكرها أصحابها أو من يعرفهم ممن خاضوا تجارب جميلة وممتعة في المجال التطوعي.
¤ أروع هدية على الإطلاق... الوقت:
بالنسبة لموظفة بدوام كامل وأم لثلاثة أطفال، قد يبدو الوضع مستحيلا للقيام بأعمال تطوعية في ظل هذا الجدول الملئ بالأشغال، لكن هوب كوبر تؤمن بأن التطوع يمثل جزءا من واجبها تجاه المجتمع، وتتطوع هوب المقيمة في ريتشموند في فيرجينيا بالعمل كرئيسة للمنح الدراسية في جمعية الآباء والمعلمين والطلاب في ثانوية فارينا، ويتمثل دور كوبر في القيام بتجهيز منحة دراسية لإستكمال الدراسة الجامعية كمكافأة لأفضل خريج في الثانوية، وتقول كوبر: غالبا ما أخرج مسرعة من عملي لحضور إجتماعات الجمعية، لأن وجودي مهم جدا، وبعد الإجتماع علي العودة سريعا لأجهز وجبة العشاء لأطفالي، ولا يدرس أحد من أبناء كوبر في هذه الثانوية وتقول بخصوص ذلك: إن التطوع لا يعني مساعدة الناس الذين تعرفهم فقط، بل التطوع مساعدة غرباء يحتاجونك بشكل أكبر، وعبرت بأن سبب إختيارها التطوع في مجال المنح الدراسية في هذه الثانوية يعود لإدراكها للوضع الإقتصادي الذي قد يحطم آمال الطلاب في إكمال دراستهم، وتقول إنها لا ترى أن هذا العمل تطوعي، بل هو واجب يجب القيام به لتخفيف الأعباء المادية عن عائلة واحدة عل الأقل، وأضافت: لدي إبنة ستتخرج من الثانوية بعد سنتين، وأنا أقدر المشاكل المادية التي يعاني منها الآباء، وتجعلهم يشعرون بالحرج والضعف أمام طموحات أبنائهم بإكمال الدراسة الجامعية: فماذا يقولون لهم؟.
ورغم أنها لاتستطيع مساعدة كل طالب إلا أنها على الأقل تساعد طالب واحد يستحق الدعم كما تقول.
وتقول كوبر: إن التطوع يشكل فارقا كبيرا في المجتمع، وأن العالم لا يقتص على حياة الفرد لوحده، وهذه أحد الأمور التي تجعل المتطوع يشعر بسعادة لاتوصف، وتشجع كوبر كل شخص لديه شغف بمساعدة الآخرين أن ينطلق في المجال التطوعي الذي قد يراه البعض يسيرا، لكنه يعني الكثير لمن يحتاج للمساعدة، وتنوي كوبر الإستمرار في التطوع ودعم أبنائها ليحذوا حذوها.
¤ أسد بين الحملان:
كعضوة في نادي الأسود العالمي وهو أكبر منظمة للخدمة الإجتماعية تتمثل مسؤوليتي في تعليم أصدقاء النادي كيفية الإنضمام للفريق، والإستمرار بالعمل وتمديد العضوية، وقبل 5 سنوات سألني شخص في ندوة عن كيفية إنضمامي للتطوع في النادي؟ فقلت: إني ولدت لأكون متطوعة، والشكر موصول لوالدي وجدي وجدتي وكذلك زوجي وأسرته، إن العيش وسط مجتمع يعشق التطوع، أمر محفز للعطاء فقد كان بعض أفراد أسرتي يقومون بأعمال تطوعية غريبة مثل دخول بيت كبار السن وإعداد وجبات لهم، وكذلك توصيلهم لمواعيدهم أو للبقالة، ولقد كان لعملي في المجال التطوعي في مساعدة الضعفاء والمحتاجين والمرضى خلال 22 عاما قضيتها في تحقيق بعض من هذه الأعمال الكريمة التي تبعث السعادة في النفس.
¤ مـــــلائكة:
إن العمل كمنسقة متطوعة في مكتب خدمات العنف الأسري جعلني أرى مدى سوء الأوضاع لدى بعض الأسر، لذا بدأت بتسمية العاملين في الخط الهاتفي للمكتب بـ ملائكة تشجيعا لهم -وهي بالانجليزية ANGELs- وكل حرف يمثل الحرف الأول على بالترتيب للكلمات التالية -دائما نحتاج أذن منصتة لطيفة ومتحمسة- فهؤلاء هم العمود الفقري للمكتب.
¤ الأمان... وموقف مضحك:
في القاعة التي تم فيها قبل أيام إجتماع شامل للأعضاء، ناقشوا فيه الأمان والعنف في أماكن العمل، حضر شاب يطلب العمل كمتطوع، وقد قدم ومعه مستشار من مكان عمله، وكلاهما كانا يسألان عن إمكانية وجود شاغر للتطوع، وقد سألته عن مهاراته، لكني وجدته يعرض لنا أعمالا يدوية للدفاع عن النفس، وأخذ يلوح لي بفخر بسكين كبيرة صنعها بإستخدام صدام السيارة، وخلال هذه الدقائق صادف ذلك مرور مدير الموارد البشرية الذي رأى السكين، ففكر أو ظن أن هناك قضية إعتداء، وماهي إلا لحظات إلا وتجمع عدد كبير من الموظفين في الممر المؤدي لمكتبي، لكن الأمر إنتهى بسلام، ولاحقا نصحت المستشار ألا يزوران مبنى عاما بسلاح كبير كهذا!
ترجمة: إيمان سعيد القحطاني.
المصدر: موقع لها أون لآين.